logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الأربعاء 26 نوفمبر 2025
01:53:12 GMT

ذاكرة النـ.ـصـــر جبهة لا تُقهر استحضار 2006 واجب وطني

ذاكرة النـ.ـصـــر جبهة لا تُقهر استحضار 2006 واجب وطني
2025-08-15 16:46:35

العهد: جــ.ـهاد حيدر

في الوعي الجمعي للشعوب التي خاضت معارك وجودية، الذاكرة ليست ترفًا ولا حنينًا إلى الماضي، بل هي مكوّن أساسي من مكونات الأمن القومي، وسـلـاح موازٍ للبندقية، وحصن ردعي لا يقل أهمية عن الجبهة الأمامية. إنها "الذاكرة المـ.ـقاتلة" التي ترفض أن تدفن انتصارات الأمس تحت غبار الزمن، بل تعيد إنتاجها كطاقة سياسية ومعنوية قادرة على مواجهة تهديدات الحاضر وصياغة موازين المستقبل. هذه الذاكرة ليست مجرد استرجاع للأحداث، بل إعادة ضخٍ للقيم المؤسسة في شرايين المجتمع، لتصبح جزءًا من منظومة الدفاع الوطني.

حرب تموز 2006، وقبلها تحرير الأراضي اللبنانية المحتـ ـلة أيضًا، تمثل النموذج الأوضح لهذه الذاكرة الحية. لقد كسرت تلك الحـ.ـرب المعادلات السائدة: جيش "إسرائيلي" وُصف بأنه لا يُقهر، وأسقطت إرادة دولية - أميركية وعربية متآمرة، في مقابل شعب صغير الحجم عدديا، وقوي الإرادة. على مدى ثلاثة وثلاثين يومًا، انقلبت المعادلات العسـ.ـكر ية والنفسية، من عملية الأسر إلى صمود الضاحية والجنوب، وصولًا إلى مشهد الانسحاب "الإسرائيلي" من دون إنجاز حاسم، وإقرار الـ.ـعـ.ـدوّ بفشل أهدافه الإستراتيجية، وبشكل رسمي من قبل لجنة تحقيق حكومية، لجنة فينوغراد، التي أقرت بأن ""إسرائيل" بادرت إلى الحـ.ـرب وفشلت".

هذا الانتصار لم يكن حدثًا عابرًا، بل تحوّل إلى "رصيد إستراتيجي" في وعي اللبنانيين والعرب، أثبت أن التفوق العسـ.ـكر ي يمكن كسره إذا تلازمت الإرادة الصلبة مع التكتيك المبتكر والغطاء الشعبي.

منذ ذلك الحين، أصبحت ذاكرة 2006 أداة لتحرير الخيال السياسي والعسـ.ـكر ي من قيود الاستسلام، وإعادة تعريف الممكن في معركة الإرادات. لكن هذه الذاكرة تحتاج إلى إدارة واعية، عبر التوثيق الدقيق لوقائع النـ.ـصـــر، وصياغة رسائل قوية تُدرج في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام والفنون، وإنشاء أرشيف رقمي يضمن تحصين الرواية من التحريف أو النسيان. فالانتصار الذي يبقى في الكتب يموت بموت قارئيه، أما الذي يعيش في التعليم والإعلام والوجدان، فيتحول إلى قوة رادعة تشتغل كلما دعت الحاجة.

في اللحظة السياسية الراهنة، حيث تتصاعد الضغوط الأميركية والدولية ويتقدّم ملف نزع سـلـاح المـ..ـقاومة إلى واجهة النقاش الرسمي، تصبح ذاكرة 2006 وقبلها التحرير، جبهة دفاعية بحد ذاتها. من يطالب اليوم بتجريد المـ..ـقاومة من سـلـاحها، يسعى ضمنًا إلى قطع الصلة بين ذلك النـ.ـصـــر وآفاق المستقبل. هذه ليست معركة عاطفية، بل إستراتيجية، لأن ذاكرة الانتصار تحمل الدليل الملموس على أن "إسرائيل" ليست قوة مطلقة، وأن بيئة المـ..ـقاومة حين توحدت إرادتها مع قدرات المـ..ـقاومة، استطاعت أن تكسر خطة أميركية "إسرائيلية" تستهـ.ـدف المـ..ـقاومة وإعادة إنتاج شرق أوسط جديد، كما أعلنت في ذلك الحين وزير الخارجية الأميركية، كونداليزا رايس.

المسألة هنا تتجاوز النقاش حول "كلفة " المـ..ـقاومة، لتصل إلى جوهر القدرة على البقاء. فالرواية التي تقول إن المـ..ـقاومة سبب للدمار وليست رصيدًا، أو إنها لم تعد خيارًا دفاعيًا أمام حجم التهديد "الإسرائيلي"، تتهاوى أمام شهادة 2006 الحية. حينها، كان التفوق "الإسرائيلي" ليس أقل وضوحًا من الآن، والغطاء الدولي للعــ.ـدوان أكثر اتساعًا من الان، ومع ذلك سقطت صورة الحسم أمام صمود ميداني ومعنوي متكامل. واليوم، في بيئة إقليمية ودولية أكثر تعقيدًا، تصبح تلك الشهادة التاريخية أداة لتفنيد الشبهات وتبديد حملات التشكيك.

على المستوى النفسي، تمنح هذه الذاكرة الناس الثقة بأن أي تفريط في عناصر القوّة ليس مجرد إجراء تقني، بل مساس بجوهر القدرة على البقاء. وعلى المستوى الإستراتيجي، تؤكد على قدرة المـ..ـقاومة على إعادة إنتاج الانتصارات. لكن الخطر يكمن في تحويل ذاكرة النـ.ـصـــر إلى "أيقونة جامدة" تستحضر في الاحتفالات فقط، بدلًا من أن تبقى "سـلـاحًا متحركًا" جاهزًا للعمل في ساحات السياسة والدفاع. وهذا ما يريده الخصم: نزع السـلـاح المادي بالتوازي مع إفراغ السـلـاح المعنوي من مضمونه.

لذلك، فإن واجب القوى الوطنية والمجتمعية هو الدفاع عن السـلـاحين معًا: المادي والمعنوي. إدارة الذاكرة لا تقل أهمية عن صيانة الترسانة، وتحويل النـ.ـصـــر إلى رصيد مستمر يتجدد في المناهج والإعلام والخطاب العام. فالمجتمع الذي يفقد ذاكرته المـ.ـقاتلة، يفقد تدريجيًا إرادته على الدفاع، حتّى لو امتلك السـلـاح. والعكس صحيح: مجتمع يملك ذاكرة حية وفاعلة يمكنه أن يعوض كثيرًا من الفوارق المادية في لحظات الحسم.

لقد فهمت الأمم التي خاضت حروب البقاء أن معركة الوعي لا تقل شراسة عن معركة الميدان، وأن من يربح معركة الذاكرة يربح نصف معركة الأرض والسيادة. ومن هنا، فإن الحفاظ على ذاكرة تموز 2006 ليس خيارًا ترفيهيًا ولا تذكاريًا، بل واجب إستراتيجي وأمانة وطنية. فكما انتصر لبنان بالأمس رغم الحصار والجراح، يمكنه أن ينتصر غدًا إذا تمسك بما صنعه وحمى معناه. هذه الذاكرة ليست ملك جيل بعينه، بل عهد بين الأجيال، يحفظ الدم الذي سُفك، والكرامة التي رُفعت، والسيادة التي صينت. ومن يفرط بها، يفرط بالمستقبل. أما من يحميها، فيحمي نفسه وأمته من الانكسار، ويبقي راية النـ.ـصـــر مرفوعة مهما تغيرت موازين القوى.


ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
الـحـرب لـن تـعـود فـي الـيـوم الـ 61
كيف تفكر اين بالرد ؟
الغرب؛ مريض يرفض العلاج؟
مساعٍ لكبح التصعيد «قسد» - دمشق: أفكار حول اللامركزية سوريا الأخبار الأربعاء 13 آب 2025 تحاول أنقرة دفع دمشق نحو الحس
بري أنجز مع هوكشتين «صياغة تلبّي مصالح لبنان»
طوفان الأربعين وصيحة الزائرين  بالعودة للإمام الحسين،، ع،، 
الجمهورية: هل استبدلت واشنطن جيفرز بآخر؟ ولغة واحدة تواجهه اليوم
الحكومة تتقدّم خطوة في ملف إعادة الإعمار؟
عترافات «منتدى اليمن الدولي»: هشاشة «عدن»... مقابل صلابة «صنعاء»
سيد المجاهدين وسيد شهداء دول المحور نصر الله،،،
السعودية تتقصّى المعلومات حول زيارة لاريجاني اليمن بعد إيران: لبنان ليس متروكاً
اليوم عهدٌ جديدٌ وبدايةٌ جديدة..... كأنه ميلادٌ مبارك أو حلمٌ جميل ....
الاخبار _ يحيى _دبوق : إسرائيل تتوقّع «تطرّفاً نوويّاً» إيرانيّاً: لاستباق التهديد قبل تشكّله
علي حيدر : التحوّل السوري يحاكي أولويّات واشنطن وتل أبيب: نتائج جانبية أم توجّه استراتيجي؟
الجولانيالشرع: استباق الثورة المضادة بإنهاء الثورة
«لجنة التضامن والأخوّة»: المسألة الكردية لا تبلغ خواتيمها محمد نور الدين الخميس 7 آب 2025 بدأ الحديث حول تشكيل اللجنة ا
الشرع وإسرائيل: حبٌّ من طرف واحد سوريا فراس الشوفي الجمعة 18 تموز 2025 آخر حاجز لقوات الشرع على تخوم السويداء بعد انسحا
لماذا لم تقتحم الدولة «شاتيلا»؟
الجمهورية: ميقاتي يلتقي البابا.. والفاتيكان يستعجل الرئيس.. المهمّة الصعبة: التوافق على المرشّح والنصاب
الاخبار _عمر نشابة: ما لا يمكن أن نختلف في شأنه
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث